lundi 7 mars 2011

معلومات خطيرة عن الفساد المالي في التلفزة التونسية




على لسان الصحفية كوثر الحكيري:
معلومات خطيرة عن الفساد المالي في التلفزة التونسية : كلفة نشرة الأخبار البنفسجية 500ألف دينار
تعيش التلفزة التونسية هذه الأيام واحدة من أسوأ فتراتها تنضاف إلى رصيد الإخفاق وسوء التصرف الذي كاد يلازمها طيلة أعوام، خاصة بعد اعتصام صحافييها احتجاجا على وجود "الصادق بوعبان" و"بشير الحميدي" على رأسها على الرغم من
 استبشار الرأي العام والقريبين من المشهد الاتصالي بعودتهما، ولئن كان الإضراب حقا دستوريا لا يناقشه أحد فإن وجهة نظر مغايرة تعتبر أن العاملين في المؤسسات العمومية – والتلفزة التونسية مؤسسة عمومية إن لم نكن مخطئين- مطالبون بضمان الحد الأدنى من الخدمة الواجب تقديمها للناس من طرف المرفق العمومي، ومهما تباينت الآراء فإن غياب نشرات الأخبار يوم الجمعة الماضي عن التلفزيون التونسي يعد سابقة في تاريخ الإعلام العمومي من المؤكد أنها لن تمر دون تداعيات على مختلف الأطراف...

ويبدو أن البعض من المنتفعين من النظام السابق نجحوا في التسلل إلى الواجهة وتبييض وجوههم باعتبارهم رجال المرحلة الثورية ونساءها إذ كانوا في مقدمة المعتصمين والمحتجين أمام التلفزيون وعلى صفحات الفايس بوك وحيث يوجد إعلام ليسجلوا حضورهم الثوري...

وقد أثبتت المعلومات الموثقة في مستندات أن الفساد المالي داخل المؤسسة لا يقل شأنا عن فساد شركة كاكتيس، فقد وصلت تكاليف نشرة الثامنة الإخبارية الرئيسية من المكافآت فقط 500 ألف دينار سنويا، والنشرة كما يعرف الجميع بنفسجية الهوى وتخصص لأخبار الجنرال المخلوع وزوجته ويمنع على أي وزير الإدلاء بأية تصريحات فيها...

وتحصل رئيس تحريرها "ناجح الميساوي"- الذي تنقل مساء الجمعة إلى استوديو الجزيرة في تونس مرافقا للصحفية عارم الرجايبي للتحدث باسم الصحافيين المضربين - في الفترة الممتدة بين شهر ماي 2008، وديسمبر 2010 على 56 ألف دينار كمكافآت فقط خارج جرايته الشهرية طبعا... ولا ينسى مشاهدو قناة 7 ولا صحافيوها صولات الميساوي وجولاته في مدحيات الولاء والوفاء والامتنان مما جعله من صفوة الصحافيين الذين يتم اختيارهم بعناية لمرافقة بن علي في زياراته الخارجية...

ويتعدى الفساد المالي النشرة البنفسجية ليصل إلى المحامية - المسهو عنها - آمال شاهد التي ظهرت مؤخرا في ثوب المناضلة، المعارضة للخط التحريري للقناة الوطنية، وقد كتبت عريضة ضد "الصادق بوعبان" المدير الحالي للقناة الوطنية _ وهي مختصة في العرائض _ لم تجد الدعم من زملائها... وقد أثبتت الوثائق أن "آمال شاهد" تحصلت سنة 2008 على مبلغ 600 دينار مقابل الحصة الواحدة من برنامجها "الصيف ضيف" الذي قدمته في تلك الفترة بمعدل مرتين في الأسبوع أي تتقاضى أسبوعيا 1200 دينار... أما خارج شهري جويلية وأوت فإن الشاهد تمتنع عن تقديم أي برنامج لا من اقتراحها ولا من اقتراح الإدارة... ولكنها تتسلم جرايتها الشهرية بانتظام ومئات الشبان حاملو الشهادات العليا من معهد الصحافة ينتظرون فرصتهم التي لم تأت...

وطال الفساد المالي أيضا برنامج "نسمة صباح" في نسخته الأولى ومقدمته "زكية الحديجي" المرسمة في الإذاعة- دون أن تمارس أي عمل فعلي طيلة سنوات - والتي كانت تتقاضى مبلغ 250 دينار يوميا على مدى سنة ونصف السنة، أي 1500 دينار أسبوعيا...


ونالت "منى الحيدري" 13000 ألف دينار في سنتين فقط مقابلا لبرنامج جمعياتي مختص في تلميع صورة "جمعية بسمة" التابعة لليلى الطرابلسي...

لكل هذه المعطيات وغيرها كثير من إرث سنوات طويلة من "الفساد" بمختلف أوجهه في التلفزيون التونسي ينتظر التونسيون أن تتعامل الحكومة المؤقتة بجدية أكبر مع هذا الملف ولعل الإعلان عن بعث هيئة مستقلة للإشراف على القطاع خطوة أولى في الطريق الصحيح حتى يتم تطهير المؤسسات الإعلامية العمومية وإعطاء القوس لباريها... أما الذين يراهنون على علو أصواتهم وحضورهم الفايس بوكي فلا نظن أنهم قادرون على خذاع التوانسة مرة أخرى.

فاروق صماري

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire